مناقشة ميزانية وزارة التكوين المهني والتشغيل لسنة 2017

مجلس نواب الشعب

ركز النواب في تدخلاتهم، اليوم السبت، لدى مناقشتهم مشروع ميزانية وزارة التكوين المهني والتشغيل لسنة 2017 والتي تمثل 2.12 بالمائة من الميزانية العامة للدولة، على ضرورة إيلاء التكوين المهني الأهمية التي يستحقها بعيدا عن النظرة التقليدية التي جعلت منه "ملجأ الفاشلين والمنقطعين عن الدراسة".

وشدد عدد من النواب على أهمية أن يضطلع التكوين بدوره الرائد في المجتمع والمتمثل، بالأساس، في فتح آفاق جديدة للعاطلين عن العمل وفي تنظيم دورات تكوينية تستجيب لمتطلبات سوق الشغل.  

وطالبوا، من جهة اخرى، بإعادة فتح مراكز التكوين المغلقة في مختلف الجهات خاصة الداخلية منها وبمزيد الاهتمام بالمراكز التي تشكو من بنية تحتية مهترئة ومن نقص فادح في عدد المكونين، بالإضافة إلى انعدام التجهيزات اللازمة بها وعدم مواكبة اختصاصات التكوين فيها لحاجيات سوق الشغل.    

كما دعا المتدخلون الوزارة إلى مزيد التعريف ببرنامجي "عقد الكرامة" و "فرصتي" الراميان الى توفير فرص تشغيل للشباب العاطل عن العمل وبكيفية الانخراط فيهما، مؤكدين، في هذا الإطار، على ضرورة اضطلاع البنك التونسي للتضامن بمختلف فروعه في الجهات، دوره في مزيد تحفيز الشباب وتشجيعهم على بعث مشاريعهم الخاصة.

واعتبروا أن طريقة عمل البنك الحالية، تعد "محبطة لعزائم الشباب"، حسب توصيفهم، باعتبار انه رفض غالبية مطالب قروض التمويل المقدمة إليه.  

ومن جهته، دعا النائب محمد الراشدي إلى ضرورة إيجاد حل جذري لمسألة عمال الحضائر الذين يبلغ عددهم 14 الفا، إذ أن أغلبهم يحصل على مرتبات شهرية دون مزاولة عملهم، لافتا إلى أن الكثير منهم مسجونون أو قاطنون بالخارج ومع ذلك لا يزالون يتمتعون بمرتباتهم.

وأكدت مباركة عواينية على ضرورة وضع حد لظاهرة التشغيل بالمحسوبية والموالاة والمحاباة والتي شهدت، وفق تقديرها، انتشارا كبيرا بعد الثورة، مطالبة، في هذا الخصوص، الوزارة بمزيد من الشفافية والعدالة في التعامل مع هذه المسألة وبتكثيف المراقبة والصرامة في محاسبة كل م يثبت تورطه في مثل هذه الممارسات.  

واعتبر النائب عدنان الحاجي أن وزارة التكوين المهني والتشغيل وزارة "مغمورة وغائبة"، نظرا لأن اختصاصات التكوين التي تقدمها غير مواكبة للتطورات العلمية والتكنولوجية، فضلا عن كون برامجها "تكرس التفاوت بين الجهات وتعمقه".  

وطالب عبد الرؤوف الشابي، من جانبه، بالاستماع الى المعتصمين والمحتجين من طالبي الشغل والتفاعل مع مطالبهم، مؤكدا ان تهميشهم سوف يدفعهم بالضرورة الى التورط في الاعمال الارهابية او الى الانتحار لوضع حد لحياتهم "اليائسة و البائسة"،حسب تعبيره.  

ودعا النائب احمد المشرقي الوزارة إلى أن تشتغل على تثمين قيمة العمل وأهميته ودوره في حياة الانسان من أجل التأسيس لمجتمع كادح وطموح غير متواكل ويقدس العمل،مطالبا، من جهة أخرى، الوزارة بالاستغلال الأمثل للاتفاقيات التي وقع توقيعها وللتعهدات التي تم الالتزام بها في المؤتمر الدولي للاستثمار لإنعاش الوضع الاقتصادي في البلاد.