
تتفرد بعض المدن في ولاية المنستير بأكلات خاصة بها تعدّ خلال يومي عيد الأضحى على غرار "كسكسي مَثْرَدْ" بقصر هلال و"لحم الطابونة" في جمال و"العصبان الشايح" في المنستير علاوة على خصوصيات كل مدينة في تتبيل "العصبان" أو اللحم المشوي أو "المرقاز" وجميعها تعكس ثراء مخزون التراث اللامادي التونسي في مجال المطبخ التونسي والأكلات التونسية وعلاقتها بالنشاط الإقتصادي لكلّ مدينة.
وتختلف عادات توقيت تناول اللحم المشوي من أسرة إلى أخرى في جهة المنستير فبعض الأسر تتناول فطور الصباح المكوّن من الحليب والقهوة وشرائح الخبز بالزبدة والبيض والبعض الآخر لا يتناولونه وينتظرون ذبح الخروف لإعداد "المشوي" في حين أنّ جلّ الأسر تتناول اللحم المشوي كوجبة منتصف النهار وأحيانا يتواصل تناول المشوي في اليوم الثاني من العيد خلال وجبة العشاء وقد لا يعد البعض وجبة العشاء باعتبار أنّ تناول وجبة الفطور سواء في اليوم الأوّل أو الثاني من العيد تكون غالبا في وقت بين وجبة الفطور ووجبة العشاء.
وحسب عادات كلّ أسرة يمكن إعداد" كسكسي العصبان" كوجبة عشاء في اليوم الأول من العيد أو في وجبة الفطور في اليوم الثاني غير أنّ مدينة قصر هلال لها خصوصيات تتفرد بها إلى جانب إعداد البعض لمرقة باللحم أو القلاية.
وذكرت نجاح بُوزْرَارَةْ في عقدها الخامس لوكالة تونس إفريقيا للأنباء من حومة المدينة العتيقة بقصر هلال أنّها تعد خلال اليوم الأوّل من العيد خبز الطابونة ويجتمع بالضرورة كلّ أفراد أسرتها لتناول فطور الصباح الذي يكون متنوعا عكس الأيام العادية ويشكل اللحم المشوي الذي يقدم مع البصل والمعدنوس والهريسة الخضراء أو السلاطة المشوية و"الهريسة العربي" أو الفلفل الأحمر الجاف المطحون والمتبل والبطاطا المقلية طبق فطور منتصف النهار حسب نجاح التي بيّنت أنّهم في قصر هلال يتبلون اللحم المشوي بالإكليل والزعتر والفلفل الأسود والملح.
من جهتها ذكرت ناجية الغربي من حومة سوق الذهب في المدينة العتيقة بالمكنين أنّ المشوي في المكنين يتبل "بالْفَاحْ" وهي التسمية الشعبية بالمكنين للفلفل الأكحل و"بالايدام" وهي التسمية الشعبية للملح وتعتمد ذات الطريقة في بنبلة حسب ما ذكرت ل(وات) نبيلة سلامة.
ويتميز اليوم الثاني من العيد في قصر هلال حسب نجاح بُوزْرَارَةْ بإعداد "كسكسي مَثْرَدْ" وهو طبق تتفرد به هذه المدينة وتنطلق النسوة عادة في إعداده منذ الصباح بتتبيل اللحم بالفلفل الأسود والفلفل الأحمر المرحي والطماطم المركزة والطماطم الطازجة والبصل وتنتهي بتزيين طبق كسكسي المثرد بقطع اللحم والحمص والزبيب واللوز والبندق والبيض حسب ذوق وإمكانيات كل اسرة.
أمّا مدينة جمال فتتفرد خلال اليوم الأوّل من العيد بإعداد طبق "لحم الطابونة" حسب ما ذكرت لوكالة تونس إفريقيا للأنباء نجاح سْمَارَةْ التي بيّنت أنّهم يضعون في "الحلبية" وهي تسمية شعبية لنوع من الجرار الصغيرة الحجم أو في أي قدر من الفخار قطع من اللحم ويتبلونه بالفلفل الأحمر المرحي والفلفل الأسود والملح والكمون وقليل من زيت الزيتون أو "اللية" ثم يطهونه في الطابونة التي استعملوها سابقا في إعداد الخبز.
كما تتميز بعض مدن ولاية المنستير بطرق تتبيلها "للعصبان" وهي كويرات مكوّنة عامة من قطع اللحم والكبدة والقلب والسلق والمعدنوس والحمص أو البرغل أو الأرز.
وفي هذا الصدد بينت حبيبة بشير في عقدها الثامن من حي باب الغربي بالمدينة العتيقة بالمنستير أنّهم يتبلون العصبان "بالهريسة العربي" والفلفل المرحي والفلفل الأكحل والملح والبرغل والنعناع والبصل والسلق والمعدنوس والحمص أو البرغل .
كما تسجل الجهة إعداد "عصبان القديد" أو "العصبان الشايح" وهي تسميات شعبية في قصر هلال والمكنين ومدن أخرى في الجهة والذي يستعمل في إعداد كسكسي رأس السنة الهجرية.